كتبت مقال الأسبوع الماضي عن الاحتفال العالمي للغة العربية , ولا زالنا حينها ننتظر التوجيه بالاحتفال , ليس لمجرد أننا نريد بهرجة الاحتفالات , بل لأننا نحس بنشوة الفرح حينما نتعامل مع لغتنا الرقيقة والجذابة , نقيم عرسها الخاص ونزين الأماكن برونقها , ونعطي ما بأفكارنا من تودد وجماليات نرسمها لهذه الفاتنة الشابة , ويشارك الكل في عصف ذهني لاحتفال , يليق بها ويليق بيومها العالمي .
منع المدراس من إقامة أي احتفالات إلا بموافقة الوزير , هذا رأي سديد وسليم لا يمكننا أن ننتقده , في ظل ما كان في الماضي من " اختطاف " كما صرح الفيصل سابقًا , لكن أن تظل أكثر من أربعين ألف مدرسة على مستوى المملكة مربوطة بموافقة " خالد الفيصل " في إقامة أي فعالية طبيعية ومشتركة , ولا تسبب أي " اختطاف جديد " , فهذه هي البيروقراطية التي ستعيدنا للخلف قرونًا من التخلف التعليمي , فهل سيوافق " خالد الفيصل " كل يوم على برامج تعدها المدارس ثم ترفعها حسب التوجيه لأصحاب الاختصاص , هنا عملية مملة وطويلة وغير مجدية , وفي هذا اليوم العالمي للغة العربية لم نستقبل التوجيه للاحتفال بها , ومشاركة العالم بهذه المناسبة , |إلا قبل " يومين " فقط من تاريخ الاحتفال المرتقب , وهذا ما أوقعنا في حرج أمام لغتنا , وفي مثل هذه المواقف تجعلنا نكتفي ببرامج يصممها " معمرين " في أقسام الإدارات التعليمية , فلم يعد هناك متسع من الافكار لدى صاحب خدمة الثلاثين عاماً , وهذا ما نعانيه بتكرار التصميم البرامجي لعدة سنوات تستمر لخمس سنوات في بعضها , ففكرة التجديد لديهم مقتصرة على التاريخ فقط وأقصد هنا " المعمرين " , وما دون ذلك يبقى على طاولة النقاش اليومي , أين التجديد وقرار موافقة الوزير مباشرة مربوط بتفعيل نشاط مهم داخل أسوار المدارس .
إن لم نتجاوز مرحلة التشنجات الادارية , فسنعود لمرحلة الاختطاف ولكن بشكل آخر , لن تصمم البرامج بالمدراس وستعود للصحاري , إن لم نحتوي الطالب المندفع , سينجرف مرة أخرى نحو التطرف والإرهاب , فتحجيم المدارس من التنقيب على المواهب المندفعة , والتي ستساهم في صقلها واحتواء قوة اندفاعها , سيجعل المتربصين يعودون لاختطافنا , وسيكون الفيصل حينها مثل بعض الوزراء السابقين , أضاعوا التعليم وأضاعونا .
نهاية :
رغم ما بلغتنا من جروح , إلا أننا احتفلنا بها وضمدنا بعضًا من جراحها .
.