لا يمكننا أن نسمي الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية ، والذي يصادف الثامن عشر من ديسمبر في كل عام , بيوم فقط تحتفل فيه المنظمات والمؤسسات الحكومية والأهلية ، و التي بعضًا منها تكرس التزامها في إحصاء الاحتفالات , دون تجديد يحصل ليلامس المجتمع الذي غرق في " اللحن " والأمية باللغة العربية بشكل مبكي , و كوارث في الأخطاء حتى أننا لم نعد نستطيع أن نفرق بين " الفـتاة " و " الفـتات ".
أتساءل هنا عن وزارة التربية والتعليم, كيف لها أن تحتفل , وكيف لمعلمي اللغة العربية في المدارس أن يجتهدوا في تكريس هذا الانتماء الجليل , بدلاً من مراقبة وانتظار حركة النقل الخارجي , وإهمال الطلاب يغرقون في بدائيتهم وفي تأسيسهم السيئ , بل هم أصحاب مسئولية في احتضان هذا اليوم لتتحول المدارس بالمملكة لحركة مستمرة , طيلة عام كامل لا يوم واحد , تصحح فيه الأخطاء اللفظية , والإملائية والنحوية , حتى يكون مشروعًا مجتمعيًا متطورًا وجاذبًا , فهم اختاروا حمل لواء اللغة العربية , ولا يمكن لهم أن يهملوها ويهملونا معهم , فالحمد لله أن هذا اليوم العالمي لم يمسسه التحريم للآن , وسيعمل الجميع فيه دون إحساس بقرب نار جهنم منهم , فربما لأنه لم يصل لجميع أمة " ض " أُهمل , وإلا لكان له من الحرام جانب .
الاحتفال هذا العام بالحرف العربي , هو مؤشر رائع للعودة للأساس , ومنهجًا يبدأ في تحويل الاحتفاء ليكون أكثر نتاجًا جاذبًا و ملموسًا ، بدلاً من محاضرات وندوات عن الشعر وعن الرواية وتكيف اللغة مع الأجواء الحارة في بلد صحراوي , وكيفية استخدامها في المؤتمرات العالمية , ومثالية لا تؤمن بالخروج من إطار التعالي الثقافي الأدبي الفكري , الذي لا يخدم العامة التي تجري وراء ناقة في الاحتفال العالمي بأم رقيبة .
نهاية :
ننتظر من ورش العمل بالمدارس والجامعات والبلديات ....الخ , احتفال عالمي يليق باللغة العربية