لازلنا في مربع الثقافة والفنون نتحدث عن الغياب الحقيقي والقسري لها في المدارس السعودية , نسبة مهولة من الطلاب لا يعرفون أساسيات الفنون الكتابية ولا يتذوق القراءة لجميع الفنون ليستمتعوا بالجماليات , والعبث الذي يسكن أنفسهم وينتجونه في البيئة الخارجية بممارسات غير مسئولة , لها كثير من السلبيات التي تسحق المفاهيم التربوية " النظرية " الضعيفة جداً التي يتعلمها في المدرسة دون الأسرة , وتعلم من البيت أشياء غير تلك التي بالمدرسة , وتضاربت التوجيهات عنده حتى أصبح عشوائيًا لا يعتمد على أساس متين .
مكتبات المدارس لم يعد لها الدور الفعال , بسبب المفهوم السطحي باحتلال التقنية لها , وسرعة البحث والعثور على المعلومة التي تستغرق أضعاف الوقت في البحث عنها بالكتب , ولم يعد الكتاب الورقي وسيلة للاستمتاع والفائدة في المدرسة , ويغنيك عنه بحث سريع وبسيط في محركات البحث العالمية , هنا فقدنا كثيراً من التنافس الإبداعي في كل المجالات الثقافية , والأصول العلمية والحقيقية في جمع خيوط التنافر والبعد عن الفنون التي تمنح تطوراً عقليًا ومفاهيميًا لدى الطالب , يستطيع من خلاله أن يغير أفكار جيل كامل , وذلك هو ما عجزت عنه المدارس منذ أن غُيبت عنها كل مقومات الإنتاج والإبداع الفكري .
عندما ولي الأمير خالد الفيصل قيادة وزارة التربية والتعليم وكل شيء يتغير , مشروع تطوير التعليم الذي كنا نسمع به ويقترب منا بخطوات سلحفائية أتى يسابقنا كالبرق في مدارسنا , اعترض الكثير , حاول الطلاب التسرب والبحث عن النظام التعليمي القديم , الذي لم يعد يفضي إلى إنتاج تعليمي إبداعي حقيقي , تذمروا من التنظيم الجديد و الدقيق الذي لم يعتادوا عليه منذ زمن , ولكن عندما ننظر للمستقبل التعليمي بهذا التسارع نقول لازال في الحقيبة نقص لابد أن يعوض , لا نريد تسطيحاً فكريًا ممارسًا على أبناءنا , الأجيال تتسارع في البناء والتطور , ونحن لازلنا لا نبتكر تجربة إبداعية محتكرة لنا , ولن ينفع المراهنة على أن الجيل القادم سيكون أكثر انفتاح من الأجيال السابقة له , سيكون مقيدًا بالعشوائية وعدم التركيز , ولا يستند في تجاربه لعلمية حقيقية , ونظرية تشد من عقليته ليبحث عن الإبداع أكثر , لا أن يكون فقط يظهر على السطح ليزيد من التسطيح بفكره المسطح أصلاً .
نهاية :
للوزير المثقف والفنان ، هل نراهن على طلاب مجتمع كامل , وإرث وزارتهم التعليمية من علمتهم احتقار الفنون وتهميشها ؟
