جميل ذلك الدعاء الذي يقول : ( اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر و التقوى و .... إلخ )
كلنا نردده بسعادة عندما ننزع رداء العبء الثقيل الذي حملته إلينا متطلبات النفس البشرية و تكاليف هذه الأيام
من تطور تكنولوجي و معماري ووو.... إلخ
و نرتدي روح السفر و نوضب أمتعتنا التي تشترط علينا
الابتسام عند وضعها .
و نوضب معنا المبدأ الذي يقول : مهما كان السفر متعبا فإننا (لن نتذمر ) , مهما كان مكلفا فإننا نرمي (11 شهرا من الكسب) تحت أقدام الرفاهية و الفخامة والعصرية .
أ هذا المبدأ لا يأتي إلا عندما يقترب السفر ؟
ما باله طوال السنة لا يزورنا ؟
هل تعتقد يا صديقي القارئ أنه يعمل مثلنا ؟
يبدو لي أنه تساؤل مضحك نوعا ما .
هذا المبدأ لا حقيقة له و لا قانون , هو شيء خلقناه ( نحن ) , قيدنا به أشياء (أودعها ) الله فينا مثل :
الفرح (قيدناه) بأشخاص
التفاؤل (قيدناه) بمواقف
السفر (قيدناه) بمكان
الحب (قيدناه) بزمن
السعادة (قيدناها) بالمال
الراحة ( قيدناها ) بالسفر
الإنسان (قيدناه) بالعادات التي ما أنزل الله بها من سلطان .
لكي نكون سعداء يجب أن ( نجمع المال و نحبه حبا جما )
لكي نكون (إنسانا ) يجب علينا أن نتبع الأوامر دون إعتراض و أن نتتبع الخطوات دون النظر إلى الوجهة
دون النظر إلى الوعاء الذي ننصب فيه !!!
لكي نرتاح يجب أن نسافر ! إلى أين ؟ لا أعلم و لكن يجب !!
ننصاع إلى هذه الرغبة و نسافر و نقطع الالاف من الكيلومترات و لكن هيهات أن نجدها !
إننا مثل الذي ضاع له شيء في الظلام فانطلق إلى مكان به نور يبحث عنه !
و لكي نسافر يجب أن نغادر البيت , يجب أن نغادر الدولة , و في بعض الأحيان نغادر أنفسنا , نغادر ديننا
نغادر لأجل أن نغادر فقط !
فهل نحن فعلا سافرنا ؟ أم أننا كنا عبئا جديدا أنزلته الطائرة على أرض تلك الديار ؟
أن تسافر عبر خطوط نفسك و تتجاوز أفق مشاعرك لترى حقيقتك و تنال شرف تأدية الرسالة التي خلقت من أجلها
ذلك فعلا السفر الحقيقي الذي يستحق أن نقول فيه : ( اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر و التقوى و من العمل ما ترضى )